بقلم الشيخ:علي موسي النويهي
نحن علي أبواب الخير نستقبل فيها شهر الخير..رمضان شهر الجود والاحسان والبر. نلبس له ثوبا طاهرا جديدا فذلك من إهتمام المضيف بالضيف.. واحتفاء به،، والثوب الجديد هو التوبة النصوح طهارة للبدن والروح..!
والمسلم يطبعه دينه بطابع الطهارة الحسية والمعنوية.. نلمس تلك الطهارة من اهتمام القرآن الكريم برسول رب العالمين صلي الله عليه وآله وسلم إذ يقول سبحانه مخاطبا نبيه: 'ياأيها المدثر .. قم فأنذر.. وربك فكبر.. وثيابك فطهر.. والرجز فاهجر'المدثر 15 لفتة ربانية كريمة.. ولمحة ايمانية عالية من أدب القرآن ورب القرآن لنبيه.. محمدا عليه الصلاة والسلام فيأمره سبحانه بالطهارة مظهرا ومخبرا.. وما أشد المسلم وحاجته لهذه الطهارة.. لا ريب فالطهور شطر الايمان.. وإذا كان الماء هو وسيلة الطهارة الحسية فالتوبة النصوح هي وسيلة الطهارة المعنوية.. والتوبة في حقيقتها تغسل النفس من أوزارها فتخفف عنها أثقالها.. وأوزارها فيحسن استقبال شهر رمضان المبارك بطهارة وطهور!
ومن أكرم ما نستقبل به رمضان ومن أروع ما قاله رسول الله صلي الله عليه وسلم: 'أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم مبارك شهر فيه ليلة خير من ألف شهر جعل الله صيام نهاره فريضة وقيام ليله تطوعا من تقرب فيه بخصلة من الخير كان كمن أدي فريضة فيما سواه. ومن أدي فريضة فيه كان كمن أدي سبعين فريضة فيما سواه'.
حقيقة: إن الصوم يهذب النفوس ويطهر القلوب ويحلق بالارواح في جو الطاعة . ويغرس فيه روح الشفقة. ويحض علي الصدقة.. ومن ابرز ثماره التقوي.. والتقوي جماع الخير.. وإليها ترجع جميع السجايا.. وبلوغها هو بلوغ الغاية في الكمال النفسي والحسي وصدق الله القائل: 'ياأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب علي الذين من قبلكم لعلكم تتقون'البقرة .183
والمسلمون في مشارق الارض ومغاربها يعتزون كل الاعتزاز بقدوم شهر رمضان المبارك فهم يبذلون وسعهم في إكرام ضيفهم الذي يحمل اسمي الهدايا للمزور (الصائم) ولا أدل علي ذلك من قول رسول الله صلي الله عليه وسلم 'هوشهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار' وهل هناك شيء أعظم من الرحمة والمغفرة والعتق من النار؟
وأيم الله إن هذا هو المأمول من صوم رمضان.. وهو أسمي ما يطمح إليه المؤمن..!
ألا فلنستقبل رمضان بما هو أهله فهو سيد الشهور.. نستقبله بلهفة الروح وشغف القلب وبهجة الوجدان لما يرونه فرحا وسرورا.. وهنيئا للمؤمن بالصوم 'روح وريحان'؟