أصبر الصحابة علي الجوع والعطش
أمه أميمة بنت عبدالمطلب عمه رسول الله صلي الله عليه وسلم وأخته زوجة النبي صلي الله عليه وسلم السيدة زينب بنت جحش.. انه الصحابي عبدالله بن جحش الاسدي رضي الله عنه من اوائل الذين اسلموا لله رب العالمين .
هاجر إلي المدينة بعد أبي سلمة رضي الله عنه وبذلك فهو ثاني المهاجرين وصحبته اسرته تاركين ديارهم بمكة فاستحوذ عليها أبوجهل ولما علم بذلك عبدالله بن جحش أخبر الرسول صلي الله عليه وسلم فقال له: ألا ترضي ياعبدالله أن يعطيك الله بها دارا في الجنة، قال: بلي يارسول الله، قال: فذلك لك فطابت نفس عبدالله وقرت عينه. وبعد هجرة الرسول الكريم وأصحابه الي المدينة لم تكف قريش عن التعرض لهم بالاذي فانتدب النبي صلي الله عليه وسلم ثمانية من أصحابه للقيام بأول عمل عسكري لاظهارقوة المسلمين لقريش وكان ضمنهم عبدالله بن جحش وسعد بن أبي وقاص وقال الرسول: 'لأؤمرن عليكم اصبركم علي الجوع والعطش وعقد لواء امارتهم لعبد الله بن جحش وأعطاه كتابا لا يفتح إلا بعد مسيرة يومين وبعد أن مضي اليومان قرأ الكتاب وقال لاصحابه أن الرسول صلي الله عليه وسلم أمرني أن أمضي إلي 'نخلة' لارصد قريشا وآتي بأخبارهم وأمرني ألا أكره أحدا منكم علي المسير معي فمن أراد الشهادة فليصحبني ومن كره فليرجع فقال الجميع سمعا وطاعة لرسول الله وبينما هم يترصدون قافلة قريش اقبلت القافلة وفيها أربعة رجال ومعهم تجارة لقريش وتشاور الصحابة في الهجوم عليهم وهم في آخر يوم من الاشهر الحرم واستقر الرأي علي الهجوم وكان ما غنموه أول غنيمة في الاسلام وقتلوا أحدهم وكان أول قتيل قتله المسلمون من المشركين وأسروا اثنين منهم وكانا أول أسيرين وقعا في أيدي المسلمين وفر الرابع.. وعندما عادوا لاّمهم النبي صلي الله عليه وسلم لوما شديدا لمخالفة أمر الرسول بانتهاك حرمة الشهر الحرام بالعدوان والقتل وأخذت قريش تندد بهذه الحادثة ولما ازداد الأمر ضيقا وشدة نزل قوله تعالي: 'يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام وإخراج اهله منه أكبر عند الله والفتنة أكبر من القتل'. وجاءت غزوة بدر في العام الثاني للهجرة فأبلي عبدالله بن جحش فيها بلاء حسنا وجاءت غزوة أجحد في العام الثالث الهجري فقال عبدالله بن جحش لسعد بن أبي وقاص ألا تدعو الله؟ فقال: بلي يارب إذا لقيت العدو فلقني رجلا شديدا بأسه شديدا حرده 'أي غضبه' أقاتله ويقاتلني ثم ارزقني الظفر عليه حتي أقتله وآخذ سلبه (مامعه من السلاح والمتاع) فأمن عبدالله علي الدعاء ثم دعا فقال: اللهم أني أقسم عليك أن القي العدو غدا وأرزقني رجلا شديدا حرده شديدا بأسه أقاتله فيك ويقاتلني فيقتلني ثم يأخذني فيجدع أنفي وأجذني فإذا لقيتك غدا قلت: فيم جدع أنفك وأذنك فأقول: فيك وفي رسولك فتقول صدقت.. يقول سعد لقد كانت دعوة عبدالله أفضل من دعوتي فقد رأيته آخر النهار وقد قتل ومثل به بعد قتله وأن انفه وأذنه لمعلقتان علي شجرة بخيط ولقي هذا الصحابي ربه راضيا مرضيا بعدما آمن وجاهد وصبر ولم يتحول عن الحق ولم يحد عن طريق الله المستقيم فأمتن الله عليه بالشهادة رضي الله عنه وأرضاه.